Saturday 25 September 2010

الفرعون ..... صنع في مصر


تتعالى الأصوات المطالبة بالديمقراطية في مصر حاليا و تتهم الحكومات المتعاقبة بتعطيلها للتقدم في الحياه السياسية و هناك سخط عام على النظام الحاكم ، لا اختلاف على هذا ، حتى إن الحزب الحاكم يدعو إلى تطوير الحياه السياسيه و غيرها من الدعوات الأخرى ، لكني لست معني هنا بهذا إلتناحر السياسي .
ما يهمني الان الإنسان المصري نفسه ... هل هو فعلا يريد الديمقراطية .... هل يهتم أصلا بمن يحكم أو كيف يتم الحكم .....إذا نظرت نظرة سريعة ستجد إن المصري يعشق صناعة الفرعون هذه الشخصية التي تكون فوق الجميع .. كلمتها لا ترد و الكل يسعد بمجرد القرب منه ..... بدون تفكير و بشكل تلقائي جدا يتحول الإنسان إلى خاضع و تابع للرئيس أو الوزير أو المدير أو الشرطي أو المدرس أو حتى مدرب فريق الكرة .......و أذا أبتسم الفرعون أيا ما كان فهو قد تكرم عليهم و إذا أعطاهم حقوقهم فقد تفضل عليهم و إذا غضب و عاقب فهو يتصرف في ملكه...... القليل من البشر هو من يعرف إن له حقوق و إن المسئول سمي كذلك لأنه يتحمل مسئولية و هو محاسب عليها و ليس مالك لرعيته أيا ما كان الوضع .
تربينا جميعا على إنه ليس لنا رأي و الرأي الصائب هو رأي الاهل أو المدرسة أو الدولة .... حتى أنه كان هناك سؤال في جميع الامتحانات عبر عن رأيك في العبارة الآتية أو الفكرة التالية و تكون الاجابة الصحيحة هي رأي المدرس و يجب أن أقر إني أشاركه نفس الرأي ...أي قول مريض هذا ؟ ..... تربينا إن رأيي يحدده لي الآخرين و إن إرادتي لا تسطيع تحقيق أي شئ قل ما تريد سنفعل ما نريد ...... إنسان عاش حياته على أنه غير مطالب بأن يفعل أي شئ صحيح إلا عندما يزوره الفرعون فالشركة أو المصنع أو المؤسسة ترتدي أبهى الحلل و الموظفين غاية في الالتزام بشكل ظاهر مع إن المفروض أن يكون الإنسان دائم الالتزام في كل وقت بالقواعد و بالقوانين و أن تكون هذه هي طريقته في الحياه .

أغلب الظن إننا نجيد صناعة الفرعون جيدا عندما يترقى أي من الأشخاص في المناصب نبدأ بباقات الورد و الهدايا و الكلمات الرنانة بأن المنصب هو الذي فاز و أن هذا الإنسان هو الملهم الذي أرسلته العناية الالهية لينقذ المكان و الناس من الضياع ....لا يمكن أن نعترض و لكن نلعن كل ما حولنا في الخفاء فما نقوله في الخفاء لا يمكن البوح به في العلن .....لابد من شخص حتى يفكر لنا نحن لم نتعود على التفكير ... لابد من شخص يقودنا كالنعاج ... القطيع لا يمكن أن يقود نفسه ....... و لابد أن نفسد هذا الشخص لأننا تعودنا على الفساد و لأننا يجب أن تكون هناك مادة نتحدث عنها و نصيغ الروايات حولها ..... الحقيقة التي يجب أن نواجهها هي أننا كلنا فاسدون و مفسدون و مهما جاءنا شخص يدعو للاصلاح سنسعى ل إفساده و نضعه تحت إختبار شديد لنفسه البشرية حتى يرضخ ..... قبل أن نسعى من أجل التغيير لابد أن نكن مستعدين لهذا التغيير .... حتى لا يتحكم فينا جلاد .... ولا يسيطر علينا ظالم .... ولا ندع الفرصة لمن تسول له نفسه من أجل استغلالنا ...... و حتى لا نفسد أشخاص يسعون من أجل إصلاح ما أفسدته أعوام من التربية الخاطئة و المعتقدات المغلوطة ..... إبدأ بنفسك

No comments:

Post a Comment