Tuesday 27 July 2010

سفينة نوح .... سفر الخروج


حلم الهجرة إلى أي دولة أخرى أصبح طموح أبناء هذا الوطن باختلاف طبقاته ....حجز مكان في سفينة الهروب أمسى الشغل الشاغل للجميع فلما البقاء في هذا المكان الخرب الذي لا أمل فيه .....الغلاء ، الفساد و المرض هم ضيوف الحياه اليومين .....الكل يحلم بلحظة الخلاص .....ليس من المهم معرفة وجهة الرحلة المهم الخروج .....أعداد ضخمة تخوض البحر بشكل غير شرعي حتى تصل إلى الجنة الموعودة ...... و أعداد قليلة التي تذهب عبر الطرق الشرعية ...... تجمع الفئتان النقمة على هذا الوطن ...... لا يختلف كل من سافر خارج هذا البلد أن الحياه في الدول الغربية تحكمها النظم الدقيقة و الأمور كلها تسير بيسر و سهولة دونما تعقيد ..... على الرغم من هذا يصطدم البعض باشياء كثيرة عند هجرته إلى الخارج فهذا الذي تربي على العادات الشرقية و لا يستطيع التأقلم على الحياه الغربية الصاخبه و أخر لا يستطيع تربية أبنائه كما ينبغي ..... أو يتم معاملته هو و أسرته كمواطنين من الدرجة الثانية مما يقلل فرصته في الارتقاء في المجتمع ......فهو شاء أو أبى ينتسب لهذا المكان الفاسد و سيبقى يلحقه عاره طالما بقى على قيد الحياه..... فلا يجد أمامه إلا أن يلعن هذا البلد اللعين الذي يطارده حتى بعد أن خرج منه أو يحن إلى وطنه و ذكريات طفولته في مكان مولده .... في كلتا الحالتين سيعرف إن الإنسان يقاس في هذه المجتمعات بالمكان الذي جاء منه و مدى تقدم بلاده و أن العلماء و قصص النجاح في الخارج لا تنطبق على الإنسان العادي فالسفر للدراسة أو للتدريس أو حتى للسياحة يختلف تماما عن الاندماج في مجتمع غريب و أن تكون جزء منه ...... للسفر سبع فوائد أنا شخصيا أخطط للسفر و لكن لفترة محددة لتعلم بعض الأشياء و اكتساب بعض الأموال .... و لكن بداخلي قناعة تامة أن سفينة الهروب لا يمكن أن تكون سفينة نوح أو طوق النجاه لأن نوح عليه السلام عندما بنى سفينة النجاه مع أتباعه تحملوا المشقة و التعب و تحملوا أذى و سخرية من حولهم لإيمانهم بعقيدتهم و لم يعتمدوا على تعب الآخرين أو حاولوا أن يهربوا من المواجهة .....و عندما أتى الطوفان - و هو قادم لا محالة - لم ترسو السفينة في أرض غريبة بل رست على نفس الأرض التي انطلقت منها ..... النجاه على هذه الأرض .....و لكن السؤال هل سنكون من ركاب سفينة نوح الحقيقيه ام سنكون ممن أهلكهم الطوفان .

بسم الله الرحمن الرحيم ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]

No comments:

Post a Comment